فلسفة الموت والشقاء

فلسفة الموت والشقاء 
بقلم : محمد فتحى شعبان 
   ما رأيت حقيقة أشبه بالخيال من الموت ، هذه المقولة حقيقية الجميع يعرف أنه سيموت يوما ما لكن ...كان لا موت ، حقيقة غائبة عن القلوب .
  سؤال يدور براسي دوما هل الموت نهاية ، نحن سنموت ولكن هل أنتهي الأمر عند هذا الحد ، الموت هو بداية أحداث اكبر بكثير ، بداية أخري لنوع آخر من الحياة التي لا يدركها العقل ، الإيمان أو الاعتقاد بتلك الحياه مصدره الدين بشكل أساسي ، والحس والمنطق أيضا لأن لو الامر مجرد حياتنا علي تلك الأرض التي تنتهي بالموت لكان ذلك ظلما ، إذ من غير المعقول ألا يكون هناك حساب ، فهنا الظالم والمظلوم ، والقاتل والمقتول ...إن أفلت الظالم في الدنيا وانتهي أمره لكان ظلما فوق الظلم للمظلوم .
    ياخذني الخيال أحيانا في أمر الموت ...كيف تفارق الروح الجسد ...كيف يتلف الجسد ، كيف تحيا تلك الروح ذلك الكائن اللطيف الذي لا يرى ، هذا الجسد الذي نهتم له ...مصيره الفناء .
  النفس تكره الموت ...تكره الفناء ، وتحب الخلود وهذا كان سبب خطيئة آدم حب الخلود والبقاء ، أحيانا اغمض عيني و أرحل ...أري الروح تفارق الجسد ، تحلق بعيدا لتذهب إلي حياة أخري ...هل الحياة الأخرى هي امتداد للحياة الأولي ، هل الموت هو انتقال من حياة إلي حياة ، إن كان الموت  انتقال من حياة إلي حياة فإن الحياة  علي هذا الفرض لا تنقطع إنما تتغير صورتها بشكل لا تدركه عقولنا ، وعلي هذا الفرض أيضا فإن هناك أنواع مختلفة من الحياة ، منها تلك الحياة التي نحياها في القبر ، والحياة التي نحياها في الآخرة .
    سيزيف ذلك المعذب إلي ما لا نهاية كما تقول الأسطورة ، ولكن هل الشقاء إحساس خارجي أم إحساس ينبع من داخل الإنسان ...سؤال مر بخاطري ...تري البعض مبتسم ، ضحوك ، تري في وجهه الطمأنينة رغم ما تري به من شقاء وحياة صعبة ، والبعض بائس محبط ، مظلم وجهه رغم أن كل ما يحيط به من المفترض أن يجعله سعيدا ، سيزيف هل كان يشعر بالشقاء ، يرفع الصخرة حتي إذا وصل إلي نهاية المنحدر سقطت فيعيد رفعها وهكذا ، حين تسقط الصخرة مرة أخري هذا الأمر ليس من الشقاء  لكن تخيل إن رفع الصخرة وانتهي الأمر سيظل فارغا لا شىء يفعله هنا يبدا الشقاء  ، الشقاء ينبع من داخل النفس إن تركتها فارغة بلا شغل ، البعض يتحمل ضرب السياط ...أو آلام الجروح ، فهو يشغل نفسه بأمر آخر بعيدا عن هذا الألم ، لكن إن تفكر الإنسان بكل ما مر به من آلام سيشعر بالشقاء .
  ** الرضا ام الصبر 
الرضا منزلة اعلي من الصبر إذ أن الصبر يكون معه شعور بالألم لكنه يصبر ابتغاء الأجر ، هو بري ما به من مصيبة و يتألم قلبه لها لكنه يصبر ابتغاء الأجر .
  أما الرضا فينتج عن أن الإنسان يري ما عند الله من أجر فترضى نفسه بهذا الأجر ، فلا يري ما هو فيه من مصائب ولا يشعر لها بألم في النفس  ، لكنه يلتذ بما له من أجر ، فينزل الرضى بقلبه ، فيرضى عن الله ويرضى بقدر الله ، فالقلب في حال الرضا يكون تحت ظل العرش ، يحيا في نعيم لا يدركه إلا من ذاق الرضا ...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكاية شاعر

سيرة ذاتية

حكاية شاعر ..علي الجارم