قرأت لك
قرأت لك
بقلم : محمد فتحى شعبان
أسعد الله حياة الجميع ...
اقرأ ...قال ما أنا بقارئ ...قال اقرأ ...قال ما أنا بقارئ ...اقرأ باسم ربك الذي خلق ...هذه كانت بداية هذا الدين ...دين اول كلمة فيه اقرأ وأول أمر كان الأمر بالقراءة ليعلم كل من اعتنق هذا الدين أن القراءة ليست هواية بل هي أمر من الله أن تقرأ ....لماذا ؟ تقرأ لتعلم فإن القراءة سبيل المعرفة ، وإذا قرأت فقمش ، اقرأ في كل مجال و اقرأ اي كتاب يقع تحت يدك ....مع حلقة جديدة وقرأت لك .
قرأت لك ...اخترت فقرتين من كتابين
الفقرة الأولي من كتاب ( تاريخ الإسلام في افريقيا ) من تأليف دكتور : بشار أكرم جميل الملاح وهو أستاذ جامعي عراقي ، متخصص في التاريخ الإسلامي ، يعمل في كلية الآداب جامعة الموصل ، وله كتاب الرقيق الأسود في ظل الإسلام ، وكتاب التحولات التي أجراها الإسلام في المجتمع الافريقي ، يقول دكتور بشار ( إن الإسلام ليس مجرد شعائر دينية و مناسك و طقوس ، بل هو حضارة شاملة الدين هو أساس وجودها و توحدها ، وجميع نظمه و أخلاقياته و علومه هي تعبير عن روحه ، لذلك تميزت حضارته عن غيرها ، والإسلام بهذا المفهوم حامل لقوته في ذاته ) صفحة ٥٦ من الكتاب .
الفقرة الثانية من كتاب ( التراث المجهول ) ليوسف زيدان وهي من مقدمة الكتاب ، دكتور يوسف زيدان هو أستاذ وفيلسوف وأستاذ جامعي مصري من مواليد سوهاج ١٩٥٨ وهو متخصص في التراث العربي المخطوط وعلومه ، وقد أثار العديد من الانتقادات حول أفكاره ...يقول دكتور زيدان ( وتراثنا لا يزال مجهولا بحكم اغترابنا عنه ، و ذلك لأن التراث العربي الإسلامي ظل ممتدا في الزمان والمكان ردحا طويلا من الوقت ، فمر بمنحنيات كثيرة وارتفع وانخفض في معدلات التحضر ولم يعرف ثبات الأحوال ، لكنه لم ينقطع ...حتي جاءت الحملة الفرنسية ومن بعدها الاستعمار فلوت أعناق الأجيال الجديد بقوة بعيدا عن تراثها المتصل ، موجهة لها بنفس القوة نحو سياق الحضارة الغربية) صفحة ١٢ من الكتاب
الحكمة ضالة المؤمن اني وجدها اغتنمها ، مهما اختلف مع أي إنسان ووجدت في كلامه حكمة وحقا فاغتنم تلك الحكمة ولا يمنعك شنئآن أحد أن تعدل .
الحضارة الإسلامية حضارة ارتبطت بدين إلهي ...ارتبط بدين سماوي ، لم ترتبط بجنس بشري أو بأرض أو بقومية ما إنما انبثقت عن عقيدة وعن دين ، فهي حضارة دينية شملت بقعة مترامية الأطراف من الأرض ، من الصين إلي الاندلس لم تكن هناك نزعة قومية أو نعرة قبائلية إنما الجميع مسلم ، حتي من اختلفت ديانتهم كانوا ينسبون إلي الحضارة الإسلامية فإنما ازدهرت علومهم وأفكارهم في ظل حكم المسلمين ، فتجد أنه اشتهر العديد من الأطباء والفلكيبن والفلاسفة من غير المسلمين ، فكان وجودهم في ظل الحضارة الإسلامية سببا لنبوغهم و شهرتهم .
وعلي هذا فإن الإسلام ليس دين صوامع ولا أديرة إنما دين يختلط بحياة الناس ، هو دين الناس في حياتهم في شوارعهم في مدارسهم في معاملهم وشركاتهم ، دين نظم حياة الإنسان حتي في أدق التفاصيل ، وهو رغم ذلك علاقة بين العبد وربه لا دخل لأي أحد فيها ، ارتباط الحضارة الإسلامية بهذا الدين ضمن لها الاستمرارية رغم أن حضارات كثيرة قبل الحضارة. الإسلامية قد طمست وذهبت معالمها , فسر قوة تلك الحضارة وسر استمرارها هو ارتباطها بالدين .
تراثنا المجهول الذي يحتاج إلي بحث و تنقيب ، يحتاج إلي إعادة بعث وشرح وتحقيق ، واستخدام هذا التراث في واقعنا ، استخدام التراث في التجديد والإصلاح ، وهذا الأمر يحتاج إلي إعداد باحثين أكفاء .
التراث هو نتاج الفكر البشري علي مدي عدة قرون و من خلال دراسة هذا التراث نستطيع إصلاح واقعنا ، دراسة افكار من سبقونا وتدريسها للأجيال الجديدة .
تعليقات
إرسال تعليق