حكايات كحيان بن عدمان

حكايات كحيان بن عدمان (17)
بقلم : محمد فتحى شعبان 
    أشعلت سيجارة واتجهت إلي غرفة المكتب ، بعض الكتب مبعثرة فوق المكتب ...يا طالع الشجره هات لي معاك بقرة تحلب و تديني بالمعلقة الصيني ...توفيق الحكيم ...حمار الحكيم ...بيروت بيروت صنع الله إبراهيم كنت أظنه من لبنان لكنه مصري ، سمعت صراخ زوجتي خبأت السيجارة وخرجت إلي شرفة المنزل ، علي العموم هي افضل من الصراخ ...الجو شتاء لكن البرودة معقولة ، لمحت في الشرفة جارتنا نوال أربعينية العمر ، بيضاء ممتلئة الجسم ، مليحة هي ، كانت تقوم بنشر الغسيل ، أشارت إلي تبسمت في بلاهة ، في لحظات عاودتنى عادتي القديمة التلصص علي الملابس الداخلية للنساء ، حاولت تبين مكانهم فوق حبل الغسيل حتي لمحت طرفهم .
   بيت جدي كان في حالة هرج ومرج فاليوم مساء سيكون فرح خالي الأصغر ، أنا لا اتذكر فرح خالي الكبير ، كانت جدتي لأمي قد توفت فقامت امي بدور ام للجميع ، ارتدت امي فستانا أنيقا يكشف عن ذراعيها ، خالتي نجاة ارتدت جيب قصير وبلوزة ، أما نعمة الله كانت أصغرهم سنا فقد ارتدت فستان له حمالات رفيعة ، كنا في المدينة القديمة ، أقيم الفرح في مسرح علي شاطئ البحر .
   كانت فقرة الراقصة افضل الفقرات عندي اتابعها بشغف ، بدلة الرقص كانت ذات ألوان كثيرة ، اهتزاز نهديها و أردافها  كنت اتابعها في تركيز تام ، حتي جذبتني أمي من ذراعي وصعدت إلي المسرح مع بعض النساء تشارك الجميع في وصلة من  الرقص ، تهت بين الأجساد ...
   كان تغييرا كبيرا انتقالي من مدينة إلي شبه مدينة ، كانت خليطا من أهل المدينة الذين ضاقت بهم الحال فانتقلوا إليها هذه البلد ، وأهل الريف وأهل الصعيد كانت تجمعا لكل من ضاقت به الحال جاء إليها ليبدأ حياة جديدة .
  فارس ابن صباح لقيوه الصبح نايم عريان جنب حيطة قدام بيت ثريا ام سكسكة ، خالتي رسمية كانت ذاهبة إلي شراء الفطار فوجدته ، قذفته بحجر صغير فانتبه وقام يجري في الشارع ، خرجت صباح تجري خلفه كانت تصرخ و تنتحب علي بختها المايل في خلفتها .... دقدوقة خرجت لترى ما يحدث كانت عيناها تتنقل بين فارس الذي يجري عريان وأمه صباح ...العيال كانوا بيجروا ورا فارس يقذفونه بالحجارة ، انطلقت اجري خلف الجميع ، أمسكت العيال واطلقت السباب عليهم ، أمسكت لفارس من ذراعه ، أمام بيت عم محفوظ في الزقاق السد ، ألقي إلينا محفوظ ملاءة فغطينا فارس ، كان يحاول الفرار مرة أخري ، لكن تحكما به أنا وأمه ، في وسط هذا الضجيج احتك كف يدي بثدي صباح كانت مشغولة لفارس لم تبدي اي تعبير ...تركت لكفي العنان ، تحسست ثديها ، وكلما حاول فارس الهروب تمكنت أكثر من العبث بثديها .
  مللت الجلوس في الشرفة ، عدت إلي داخل البيت كانت زوجتي منهكة من اعمال المنزل ، الاولاد كل واحد منهم يحتل ركنا في الصالة يتابع هاتفه المحمول ، دخلت إلي مكتبي اخذت رواية حكايات قهوة كتكوت لمحمود السعدني ، ذهبت إلي قهوة برقوق ...في ركن هادئ اخذت اتصفح الرواية ...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكاية شاعر

سيرة ذاتية

حكاية شاعر ..علي الجارم