الشيخ الناجي
الشيخ الناجي
بقلم : محمد فتحى شعبان
من البحر كان البدء هكذا كانت الحكاية ، جاء من بلاد بعيدة يركب البحر متجها إلي بلاد أخري بعيدة ، لكن الله شاء ألا تكمل الرحلة فغرقت السفينة قبال هذه البلد التي تطل علي البحر ، كان يجيد السباحة ...سبح حتي وصل إلي شط البحر ألقي بجسده المرهق فوق اليابسة ، لم يشعر إلا والناس حوله يجسون جسده ، حين فتح عينيه سمع صوت التكبير ...لسه حي ممتش ، تكلم لهجة غير لهجة أهل البلد عرفوا أنه غريب ، حكي لهم في صعوبة ما حدث ...غرق أهله في البحر كان هو وحده الناجي ، تخطي الأربعين من عمره و ها هو غريب في بلد غريبة بلا أهل ولا مال ولا ولد ، استضافه أحدهم في مضيفة ثلاثة أيام علي حسب تقاليد الضيافة ، ثم اسكنه أحد أهل البلد في بيت مهجور بني فوق تبة صخرية في قلب البحر تتصل بلسان يابسة بالشاطئ ، ليس سوي حيطان وسقف من الخشب وباب متهالك ، جمعوا له فراش وسرير قديم ...
وحده في ظلمة الليل تتابع الصور علي ذاكرته ، صوت ارتطام الأمواج بالصخور وجدران البيت يثير خياله ، لم ينم تلك الليلة أذن مؤذن الفجر ، ذهب إلي المسجد القريب من الشاطئ توضأ وصلي الفجر ، جلس يذكر الله يسبح ويكبر ، اقترب منه شيخ المسجد تجاذب معه أطراف الحديث ، كان يحفظ القرءان عن ظهر قلب ويحفظ بعض الأحاديث ويعلم بعض الفقه ، في صلاة المغرب قدمه شيخ المسجد للصلاة بالناس ، أطلقوا عليه لقب الشيخ الناجي ، كان يتناقلون قصته علي أنه الرجل الذي القي به البحر إليهم ، مرت شهور طوال عمل مع أهل البلد في البحر يركبون القوارب يظلون في البحر ايام و اساببع ثم يعودون بصيدهم .
زوجه شيخ الصيادين بابنته ، كانت أرملة ولها بنتين وولد ، لم يطلب منه شىء إلا أن يتقي الله فيها وفي اولادها ، كانت شابة قد اقتربت من الثلاثين وهو قد اقترب من الخمسين ، صار الاولاد أولاده وانجب امهم ثلاثة ذكور وبنتين فصاروا أربعة ذكور و أربع بنات ...
تعليقات
إرسال تعليق