العلمانية ...الليبرالية ...الديموقراطية
علاقة تكاملية
الحلقة الأولي
بقلم : محمد فتحى شعبان
الحمد لله المحمود بكل لسان ، المعبود في كل مكان الذي لا يشغله شأن عن شأن وكل يوم هو في شأن ليس كمثله شىء وهو السميع البصير ، اشهد له أنه الواحد الأحد الفرد الصمد و أشهد أن محمدا عبده و رسوله وصفيه من بين خلقه وخليله ، اللهم صل علي محمدا وعلي آله و صحبه وسلم ...أما بعد :
إن العلمانية ، الليبرالية ، الديموقراطية مذاهب فكرية ظهرت في الغرب في فترات زمنية مختلفة نتيجة احداث سياسية أو اجتماعية خاصة بالغرب ، خاصة بأفكارهم وظروفهم الاجتماعية و الاحداث السياسية التي مرت بهم لكن...تم تصدير هذه الأفكار والمذاهب إلي الشرق عامة ودول الإسلام خاصة ، من خلال قراءة هذه المذاهب والافكار تري بينها تكامل وتشابه في بعض المفاهيم حيث تتقارب تلك المذاهب في نواحي معينة و ما ذاك إلا لأنها من مصدر واحد و نشأت لهدف واحد .
بداية سنتعرف علي كل مذهب علي حدة نشأته وتطوره وتأثيره ثم نوضح أوجه التشابه والتقارب بين تلك المذاهب .
اولا : العلمانية
ورد في دائرة المعارف البريطانية في مادة Secularism ( هي حركة اجتماعية تهدف إلي صرف الناس و توجيههم من الاهتمام بالآخرة إلي الاهتمام بهذه الدنيا وحدها ) .
وتم تعريفها أيضا بأنها ( ترجمة غير صحيحة للكلمة الإنجليزية Secularism و ترجمتها الصحيحة اللادينية أو الدنيوية وهي دعوة إلي إقامة الحياة علي غير الدين وتعني في جانبها السياسي بالذات اللادينية في الحكم ، وهي اصطلاح لا صلة له بالعلم Science والمذهب العلمي Scientism .
وجاء في معجم ويبستر في تعريف العلمانية ما ترجمته ( العلمانية رؤية للحياة أو اي محدد يعتمد أساسا علي أنه يجب استبعاد الدين وكل الاعتبارات الدينية وتجاهلها ، ومن ثم فهي نظام أخلاقي اجتماعي يعتمد علي قانون يقول " بأن المستويات الأخلاقية و السلوكيات الاجتماعية يحب أن تحدد من خلال الرجوع إلي الحياة المعاشة و الرفاهية الاجتماعية دون الرجوع إلي دين ") .
إذن من خلال هذه التعريفات يتضح أن العلمانية ليس لها علاقة بالعلم كما يفهما الكثير من الناس في دول العالم الإسلامي ، فهي تعني فصل الدين عن الحياة وجعله في دور العبادة فقط ، و اختصار الدين في أنه علاقة بين العبد وربه ، والعلمانية ليست الأسلوب العلمي وليست العالمية أو العلمية أو الحداثة أو العقلانية أو غيرها من الأوصاف الخادعة فهذا كله تدليس وخلط للاوراق .
فهي تعني فقط ( أننا نحن البشر قادرون علي بناء دولتنا و حياتنا الشخصية ، و أنظمتنا السياسية و الاجتماعية والاقتصادية ، وتحديد مواقفنا من الأحداث والوقائع المختلفة اعتمادا علي عقولنا المجردة ، ولسنا بحاجة إلي رسالات سماوية و أنبياء حتي نعرف الحق من الباطل في تلك الأمور .
نشأة العلمانية
ترجع جذور هذا الفكر إلي القرن السادس عشر الميلادي وذلك أن الكنيسة الغربية بمعتقداتها الخرافية أصبحت حجرا علي العلم والفكر و قيدا علي الحرية إلي جانب رفض العقل السليم لها وعدم قدرتها علي مواجهة واقع الحياة العلمية الجديدة وعجزها عن مسايرة ركب الحضارة .
وقد نشأت العلمانية في أوروبا نتيجة عبث رجال الكنيسة بالدين و الإمعان في تحريفه و تشويهه و تقديمه للناس بصورة منفرة دون أن يكون عند الناس مرجع يرجعون إليه لتصحيح هذا العبث و إرجاعه إلي أصوله الصحيحة .
يتضح من ذلك أنها نشأت لظروف خاصة بدول الغرب تختلف عن واقع دولنا الإسلامية ، فلم يكن دين الإسلام يوما قيدا علي الفكر والعلم بل إن ديننا داعما للفكر والعلم
وهذا واضح من خلال القرءان والسنة ، فليس هناك أي سبب أن نتخذ الفكر العلماني لنا فكرا .
* وما زال للحديث بقية
تعليقات
إرسال تعليق