مسبحة ...عرافة سوداء

مسبحة ...عرافة سوداء 
بقلم : محمد فتحى شعبان 
ازرع في صدري شجرة 
وفي رأسي شق من الجحيم 
تتسع عيناي 
لترى كل شىء 
كانت عارية بلا أي ملابس 
لذا أطلقوا عليها اسم الحقيقة 
كانت امي تلف مسبحة 
طويلة حول عنقها 
ابي كان يرتدي سروال قصير اخضر 
خلعت ثيابها لم تبقي الا المسبحة
مد يده إليها 
احمر خديها خجلا 
ظنت أنه يريد نهديها 
لكنه اراد المسبحة 
شىء من الجنون ينتاب رأسي 
تلك قصة قديمة 
ليس لها أي معني 
كان وجهه بلا عينين 
تفوح منه رائحة الدم 
لذا ...قالوا أنه إله 
لكن لم يعبده أحد 
عبدو امرأة نهديها 
مثل جوهرة سوداء ملعونة 
فوق حائط غرفتي 
كانت صورة كبيرة 
مؤخرة امرأة بحجم الغرفة 
صرت لا استطيع التنفس 
لقد احتلت كل شىء 
حين نزعت الشجرة من صدري 
خرجت احشائي معها 
صرت أجوف 
لكن مازال في رأسي شق الجحيم 
كان بعضهم يناديني بالشيطان المبتسم 
رغم اني لم اضحك ابدا 
خرجت امي عارية إلي الشارع 
ألقت المسبحة في عرض الطريق 
ثم ضاجعت المارين 
هكذا تكون الحقيقة 
لا اعرف ابن من أنا 
امي مثل مدينة كبيرة 
يسكنها مليون ذكر 
طويلة هي الحياة 
هكذا قالت عرافة سوداء 
كأنها احترقت ألف مرة 
لكني قتلت 
يوم جئت إلي الحياة 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكاية شاعر

سيرة ذاتية

حكاية شاعر ..علي الجارم