اثنين فادية

   أثنين فادية 
بقلم : محمد فتحى شعبان 
صارت الكتابة شىء مؤلم ، تخاصمنى الأفكار و تهرب مني الكلمات ، ضجيج السوق يصيبني بالصداع ، زحام السوق ...زحام الناس ياخذني من نفسي ، اذوب في هذا الزحام ، كلما حاولت الكتابة تشتت الحروف و تبعثرت ، يبدو اني فعلت شيئا ما جعلها تهرب .
   فادية ...فادية الأولي انثي من العيار الثقيل و فادية الثانية من العيار الثقيل ايضا لكنها اخف من الأولي ، فادية الكبيرة تطلق العنان لكلامها تستخدم جميع الألفاظ الخارجة والحركات التي بعد الخارجة ، إنها صديقتي لم تكن تستحي من شىء ، لا ادري لما احدثكم عن هذا لكني اريد الحديث فقد مللت من هذا الصمت الطويل ، فادية لم تكن امرأة عادية بالنسبة لي ، كنا متقاربين أقصي حد ، لا تظن أنه كان بيننا علاقة لكن كنا متقاربين لا تخفي عني شيئا و لا اخفي عنها شيئا .
   احكي لها كل شىء حتي اموري الخاصة جدا وهي كذلك تحكي أمورها الخاصة ، حين تأتي السوق أول شيء تفعله أن تأتي إلي المغازة تجلس جواري ...تقترب مني ثم تبدأ في الحكايا و أنا احب الحكايا ، تحكي كل ما حدث معها خلال الأسبوع حتي أدق التفاصيل ، تخبرني حتي بألوان ملابسها الداخلية التي ترتديها ، تسألني هل ذوقها حلو في اختيار الملابس اضحك ...اقول اني اريد رؤيتها علي الطبيعة كي يكون الحكم عادلا ، تضحك هي الاخري ثم تمضي تدور في السوق تبحث عن رزقها .
   فادية الصغري حديثي معها محدود رغم أنها تجلس عندي  هي الاخري بل ترفع النقاب عن وجهها وتحكي لكن شتان بينها وبين فادية الكبري ، قد تعرض بالكلام ولا تحكي صراحة ، تحكي مشاكلها وزوجها ذو الخلق الضيق و السئ ، اسالها عن أمها و اخوالها و اعمامها اعرفهم جميعا ، تحكي و تفضفض بكل ما في صدرها ، يأتي زوجها معها إلي السوق ، تحمل هي اقفاص و أجولة الخضار فوق رأسها و زوجها يجلس يدخن السجائر و يتفرج عليها ، يهب الشيال الذي يعمل معي ليحمل عنها و زوجها لا يتحرك ، اري في عينيها الضيق والضجر .
    جمال أو مسكر كما يطلق عليه البعض به مس من جنون ، يمر علي في المغازة اساله إن كان تناول طعاما أم لا ، في بعض الأحيان يقول أنه لم يأكل اعطيه رغيف خبز وقطعة جبن او قرص فلافل ..يأكل ثم يكمل سيره في السوق ، البعض يناديه و يفعلون معه بعض ألاعيب ليسخرون منه ، كان يخاف من القطط ، وضع أحدهم قطة علي ظهر فظل يصرخ وهم يضحكون .
    ام لولة العجوز المتصابية تضع مساحيق تجميل علي وجهها رغم أننا في الصباح ، جمال المجنون ينظر في وجهها ويضحك ثم يقوم ببعض الحركات و يجري في شوارع السوق ، تسألني عن سعر بعض الخضر اعطيها كرسي لتجلس وتحكي كعادتها ، طهقانة من كل الناس حتي ابنتها لولة التي تزوجت بعد وفاة زوجها وتركت لها بناتها ولا تسأل عنها ، في مرة من المرات جاءت معها واحدة من بنات لولة ، فتاة قد نهد ثدييها حلوة الملامح ....خرطها خراط البنات ، تمسك هاتف محمول تقلب فيه .
    امسك هاتفي اقلب فيه تتابع عيناي حركات الرائح و الغادي ، نرجس ذات المؤخرة الكبيرة هههه هذا أكثر ما يميزها ، عيون كثيرة تتابع اهتزاز مؤخرتها ، تمسك بنتها الصغيرة بذيل جلبابها وتسرع الخطي .
    اليوم لا يمر أحداث كثيرة تتابع ...

   

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكاية شاعر

سيرة ذاتية

حكاية شاعر ..علي الجارم