مدلدل
مدلدل
بقلم : محمد فتحى شعبان
يرتفع صوت أمه وهي توبخه ...أنت يا مدلدل ممشياك علي كيفها وانت متقولش غير آمين ، اهي قلعت الطرحة والعباية وبقيت تلبس بناطيل ، معرفش تحكمها يا مدلدل ...يرتفع صوته في وجه أمه بلهجته البندرية ...مراتي وامشيها زي ما أنا عايز إن شاالله امشيها حتي بال ...ترد أمه متكمل يا كايدهم ..تمشيها باللباس ترتفع الاصوات .
فتاة صغيرة لم تكمل عامها الخامس عشر جاءت من قلب الصعيد لتسكن المدينة مع زوجها ابن خالتها المولود في المدينة ، كانت بالنسبة لها كالغول الذي يبتلع البشر ، تخاف الاختلاط بأهلها ..ترفض تغيير لهجتها أو تغيير عادتها تخشي الذوبان في الناس تخاف الغرق في بحرها ، لم تنجب إلا ولدا وخمس بنات ، فكان مدللا قبل أن يكون مدلدلا ، حاولت أن تزوجه أحدي بنات إخوتها من الصعيد لكنه لم يرضا إلا زوجة من أهل المدن .
كان البكر وليس ولدا غيره نشأ مدلل فهو ديك البرابر و أول فرحة أمه وأبيه ، تخرج من الجامعة و زوجته أمه مبكرا كي لا ينظر إلي بنات الناس لم يرضي إلا زميلة له ، كان شرط أمه ألا تلبس البناطيل وأن تضع فوق رأسها طرحة وان تلبس العباءات .
لم يكن لها مجرد زميل ، كان يعجبها فيه حبه لها و هذا الاحتواء كان يحتويها تشعر معه بوجودها ، حاولت امها أن تثنيها عن الزواج به لما سمعت شروط أمه لكنها وافقت ولم تجد امها إلا مباركة الزواج ، سنوات مرت أنجبت بنات لم تنجب ولدا ، رغم هذا كان في نفسها شيئا من العباءة و الطرحة ، حدثته كثيرا لتعود كما كانت ، حملها وبناته و ذهب بهم إلي حي بعيد ، ترك لها حرية التغيير فعادت كما كانت فهذا حي جديد ولا يعرفهم أحد ، كان يحبها بطبيعتها لكن كلام أمه كان يؤرقه ، يخشى أن تعرف ما حدث ، يخاف يوم المواجهة ، لكن ها هما وجها لوجه .
تعليقات
إرسال تعليق