رحلة إلي الموت
رحلة إلي الموت
بقلم : محمد فتحى شعبان
اسعد الله حياتكم و رزقكم الخير كله ..
ها أنا اقف علي ابواب الخمسين من عمري ، سنوات كثيرة تعرفت علي الكثير من الناس لكن لم يكن لي اصدقاء كثر ، من اسوأ تجاربي في هذه الحياة كانت تجربة السجن ...قسم الشرطة ...عربة الترحيلات وقيد الحديد ...غرفة الايراد في السجن ...التسكين ... تفتيش الإدارة ، بعد الفجر مباشرة تفتح الغرف و يطلقون الكلاب ، لم نمرتك واطلع للعرض ، تخلع بنطالك و سروالك الداخلي و تعرض مؤخرتك ، يأمرك أن تتبرز أمامهم .
لم تكن هذه اسوأ تجربة مررت بها كان الأسوأ هو الفقد أن تفقد معارفك و اصحابك و من هو عزيز لديك ...إنه الموت ذهاب بلا عودة إلا في عالم آخر ، رحل الكثير ممن اعرفهم رجالا ونساء شبابا و شيبا ، فتيات وشباب في عمر الزهور ، رجال في عز مجدهم و قوتهم ، نساء في غاية الجمال ...الكل يرحل و انا ما زلت انتظر أن يصيبني ما أصابهم ، سيأتي دوري يوما ما إنه أمر محتوم لا مرد له و لا مفر منه ، لكن كل هذا لا يشغلني هناك ما هو أكبر من الموت .
فكرة الموت في حد ذاتها ... فلسفة الموت ، يؤمن المسلمين خاصة و أهل الأديان السماوية عامة وبعض الأديان الأرضية بوجود بعث بعد الموت ، هذا ما اعتقده اعتقادا جازما ، الانتقال من الحياة إلي الموت هل هو فناء ام انتقال من حياة إلي حياة ، كيف هي تلك الحياة ،المكوث في القبر قد يطول لسنوات وقرون هناك من مات منذ آلاف الأعوام وما زال حبيس القبر هذا مفهومنا ولكن هل هو حبيس القبر فعلا ، ما في القبر مجرد عظام بالية ...فكيف تلك الحياة .
أحيانا أتوهم نفسي حبيس القبر كيف سيكون الحال ، هناك عذاب وهناك نعيم و هو أمر مؤكد بالكتاب و السنة ، الجسد يفني و تبقي الروح ...تذكر الأحاديث أن الروح ترد إلي الجسد و هو في القبر ...كيف ترد وكيف تكون حياة ، هذا الأمر يثير التوهم في نفسي .
هل نموت بمعني أن نفنا ام بمعني أن ننتقل من حياة إلي حياة ، نعم ننتقل من حياة إلي نوع حياة اخري لكن لا ندري كيف تكون هذه الحياة لم يذكر في حديث أو آية ولكن نحن نؤمن بوجود حياة في القبر و هي حياة البرزخ ، بعد هذه الحياة ننتقل إلي الحياة الآخرة و هي نوع حياة مختلف عن حياة البرزخ وعن الحياة الدنيا و هي حياة دائمة ليس بعدها انتقال إلي نوع حياة اخري ، الموت ليس فناء وليس نهاية بمفهوم النهاية لكنه بداية لنوع اخر من الحياة ، فهناك الحياة الدنيا و هي حياة العمل وهناك حياة البرزخ و فيها يرى الإنسان ما سيئول إليه في الحياة الآخرة و هي حياة الجزاء علي ما قدم الإنسان في الحياة الدنيا .
فكرة الموت نفسها تشغلني و كما ذكرت الموت ليس فناء و لكن بداية حياة وسيطة بين الحياة الدنيا و الحياة الآخرة ، فكرة أن ابقي حبيس القبر لسنوات قد تطول إلي قرون هذه الفكرة تؤرقني و لكن ...
تعليقات
إرسال تعليق