رنة خلخال
رنة خلخال
بقلم : محمد فتحى شعبان
اصوات تعلو من كل مكان ..تتشابك في عدم تناغم ، اعمل عيان وغطيها وروح ، يرتفع صوت آخر ..الرك عاللون ياجلون ، صوت يأتي بضعف بناتي ولا بنات الناس يا عنب ، صوت جهوري ..لابسة احمر لمين وابوك حزين يا طماطم ، سوق والكل فيه غريب .
نظراته زائغة ...متسخ الثياب طويل شعر ذقنه ورأسه ، مر وقت طويل لم يغتسل و لم يبدل ثيابه ، يسير في طرقات السوق ينظر هنا وهناك يبحث عن أحد ما ، ينطلق صوت ينادي باسمه التفت إليه ثم أسرعت خطاه نحوه .
يجلس هو ورجاله الذين يعملون معه ، اتجه إليهم ...قعدة الروقان ، لف له سيجارة حشيش و وأعطاه إياها ...شد نفسين ثم توالت الأنفاس ، تخدرت أعصابه كان ينظر لهم كأنه يراهم للمرة الأولي ...يعلو صوته بغناء نشاز ...سمعت يوم رنة خلخال وكنا ساعة عصرية ...بصيت بعيني لقيتو غزال اسمر و بعيون عسلية ، يتمايلون علي الغناء ، يرتفع صوت من هاتف أحدهم بأغاني مديح .
تمر في ملابسها السوداء المحبكة علي جسدها ، تتابعها العيون سواد ملابسها مع بياض وجهها زادها إشراقا ، تسلل من بينهم ، ذهب خلفها يأكل جسدها بنظراته ، رغم ذهاب بعض عقله لكن مازالت رجولته كما هي .
كان قد تعدي الاربعين ، غزا الشيب رأسه يبدو في حالة هذيان يحتضن عجوز بشدة و يصرخ ، يحاولون تهدئته وإبعاده عنها ، يعلو صراخه و يرفض ترك الجسد الميت ، يبكي بحرقة ...يتكور في ركن الغرفة ينظر بعينين زائغتان ...حاولوا إخراجه ليتمكنوا من تغسيل جسدها لكنه ابي ، حين كفنوها شقت صرخته الفضاء أميييي.
ايام طوال كان يسكن المقابر يحدثها و يبكي ، يأتون بالطعام فيرفض ، اتسخت ملابسه وطالت لحيته و شعث شعره .
تعليقات
إرسال تعليق