حكايات بني دايخ
حكايات بني دايخ
عويصة
( 1 )
بقلم : محمد فتحى شعبان
انظر إلي العالم من خلال نافذة غرفتي الضيقة ، استند إلي حافة النافذة ناظرا إلي الشارع تتابع نظراتي المارين ، شارعنا لا يخلو ليلا أو نهارا من الناس ، في آخره جراچين للسيارات والتكاتك وجراچ لعربات الكارو .
تلتقط عيناي ام عويصة تسير مع عويصة متجهة إلي جراچ الكارو ، ترتدي عباءة سوداء بهت لونها ، تضع طرحة صغيرة فوق رأسها ، باين نص شعرها من الطرحة و رقبتها وبياض صدرها باين من فتحة العباية ، يتبعها عويصة في خطي ثقيلة ، كان الوقت بعد منتصف الليل بقليل ، أم عويصة امرأة بيضاء ممتلئة الجسد تتمايل في مشيتها ، أما عويصة نفسه فقد تخطي الحادية عشر لكنه طويل وفرع ، أسمراني ....يرتدي ملابس متسخة ، يبدو أنه لم يستيقظ إلا و هو في الشارع ...تبدو اثار النوم واضحة علي وجهه ، يتثآب ، تجذبه امه من ملابسه فيسرع الخطي .
لم تكن ام عويصة تاجرة خردة ولكن جامعة خردة تدور بعربتها الكاروا علي أكوام القمامة تلتقط حياتها من زبالة حياة الآخرين ، أحلامها ليست سوي كوم زبالة تغنتنم منه رزقها ، عويصة يقود الكارو وأمه بجواره ، أجولة فارغة و جواني فوق العربة لتعبئة ما يجدوه فيها ، تبدأ الرحلة من الجراچ و تمر بأكوام القمامة حتي تعود في نهاية اليوم إلي الجراچ .
أعود إلي داخل الغرفة فقد شعرت بالبرد ، جلست فوق سريري القديم و بدأت قراءة في رواية الجوع لكنوت همسون ، أشعر بالجوع ، لا شيء يؤكل في هذه الغرفة سوي بقايا خبز و بطاطس مقلية منذ الصباح .
تعليقات
إرسال تعليق